اقتصاديالعراق

بينما يعيش الشعب العراقي في أزمات خانقة من غلاء أسعار وانعدام الخدمات الأساسية، نجد أن بعض القيادات في قطاع الإنترنت والاتصالات قد اتخذوا من دبي مقراً للترف والرفاهية

مدير شركة إيرثلنك، الذي يُفترض أن يكون خادماً لمصالح المواطنين والشباب العاملين كوكلاء ومجهزين، نراه اليوم ينعم في الأبراج الفارهة والمطاعم الراقية، وكأن لا علاقة له ببلدٍ يحترق من الداخل.

ما يحدث مع علاء جاسم ومن حوله ليس مجرد إدارة لشركة، بل هو سلطة اقتصادية احتكارية استغلت حاجة العراقيين للإنترنت وحولت القطاع إلى مزرعة شخصية، يتم توزيعها على المقربين وحرمان عشرات الآلاف من الوكلاء من مصدر رزقهم. وبينما تُقطع الأرزاق ويُطرد الشباب من عملهم، يرفع علاء جاسم شعار “القيادة الحكيمة”، وكأن الفشل والفساد أصبحا بطولة!

العراقي اليوم يقف أمام معادلة مهينة:

مدراء يتنعمون في دبي بعيداً عن معاناة الناس.

وكلاء ومجهزون يُحاربون ويُقصون ويُحرمون من أبسط حقوقهم.

شعب يكدح ليؤمّن خدمة إنترنت بائسة بأسعار مرتفعة، بينما الأرباح تُحوّل إلى حسابات خاصة.

إنها صورة صارخة لواقع مرير: من يتربع على عرش الإنترنت في العراق لا يرى في المواطن سوى زبون يدفع الفاتورة، ولا يرى في الوكلاء سوى أرقام يمكن استبدالها. وبين هذا وذاك، يعيش علاء جاسم ومن معه حياة الملوك في الخارج، تاركين العراق يواجه الجوع والبطالة والانهيار.

الخلاصة: لا كرامة لشركة أو مدير يتنعم في قصور دبي بينما يئن الشعب من ضيق الحال. العراق ليس ملكاً لأحد، والإنترنت ليس إرثاً شخصياً يُدار وفق الأهواء، بل حق عام

يجب أن يُدار بشفافية وعدالة بعيداً عن الاحتكار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى