
شبكة بغداد – تقرير خاص
بينما ينشغل البعض بإطلاق حملات الاستنكار كلما توقّف برج اتصالات عن العمل، تمرّ جريمة أكبر في صمت: الكيبل الضوئي الذي يعبث بالبنية التحتية للعراق ويشوّه المدن تحت غطاء “التطوير الرقمي”.
منذ انطلاق مشاريع الـFTTH في البلاد، لم تسلم شوارع العراق من الحفر العشوائي والتمديدات غير المنظّمة. شركات الكيبل الضوئي لم تترك رصيفًا إلا خرّبته ولا طريقًا إلا شقّته، دون أي التزام بمعايير السلامة أو التنسيق مع الجهات الخدمية. النتيجة: أحياء مشوّهة، أرصفة مهدّمة، وأضرار باهظة تتحملها البلديات والمواطن على حد سواء.
💬 ازدواجية صادمة:
الأصوات التي تملأ الفضاء الافتراضي بالبكاء على الأبراج المنطفئة، تلتزم الصمت أمام العبث الذي تتركه مشاريع الكيبل الضوئي خلفها. لماذا؟ لأن المصالح متشابكة والمستفيدين معروفون، والفساد يغطي الأخطاء بالسكوت الممنهج.
⚡ الحقيقة المؤلمة:
البرج إذا انطفأ يمكن إعادة تشغيله خلال ساعات،
لكن البنية التحتية التي خرّبتها الشركات لن تُصلح بسهولة، وقد تظل آثارها لسنوات طويلة شاهدة على سوء الإدارة والإشراف.
📢 الخلاصة:
ما يحدث اليوم ليس “تطويرًا” بل فوضى مقنّعة بشعارات الحداثة. والمطلوب من الجهات الرقابية أن تتعامل مع شركات الكيبل الضوئي كمسؤول رئيسي عن تدمير الشوارع، لا كمنقذ تقني. فالكارثة لا تكمن في انطفاء برج، بل في من يطفئ مستقبل بلد بأكمله باسم “التحول الرقمي”.
