
هل وصل بنا الحال إلى أن يتحول طبيب الأسنان أو الطبيب البشري من رسالته الإنسانية المقدسة في معالجة الناس وإنقاذ الأرواح، إلى موظف إداري في شركة إنترنت؟! هذه ليست نكتة، بل واقع نشهده اليوم في إيرثلنك، حيث نرى أطباء يتركون عياداتهم ومرضاهم ليلتحقوا بمناصب إدارية داخل الشركة وكأن مهنة الطب أصبحت بلا قيمة أمام إغراء النفوذ والمال.
هل وصل بنا الحال إلى أن يتحول طبيب الأسنان أو الطبيب البشري من رسالته الإنسانية المقدسة في معالجة الناس وإنقاذ الأرواح، إلى موظف إداري في شركة إنترنت؟! هذه ليست نكتة، بل واقع نشهده اليوم في إيرثلنك، حيث نرى أطباء يتركون عياداتهم ومرضاهم ليلتحقوا بمناصب إدارية داخل الشركة وكأن مهنة الطب أصبحت بلا قيمة أمام إغراء النفوذ والمال.
الطامة الكبرى أن هذا المشهد يضع ألف علامة استفهام حول طبيعة عمل الشركة. كيف لشركة اتصالات تدّعي أنها “مؤسسة مهنية” أن تجعل طبيب الأسنان مديرًا لمشروع الـFTTH، في الصباح بائع مبيعات، وفي الليل يعود إلى عيادته؟! أليس في ذلك استخفاف بالناس وبالمهنة معًا؟!
إن مهنة الطب شرف ورسالة، لا يجوز أن تُستغل كغطاء لتوزيع المناصب والامتيازات داخل شركة خاصة. حينما يترك الطبيب رسالته ليدخل دهاليز إيرثلنك، فإننا لا نخسر طبيبًا فقط، بل نخسر صورة المجتمع بأكمله.
العمل مع إيرثلنك أصبح مثيرًا للشك أكثر من أي وقت مضى. لم يعد الأمر مجرد شركة إنترنت، بل تحوّل إلى ساحة لتوزيع المناصب وبيع الولاءات، حتى صار الطبيب الذي أقسم على إنقاذ الأرواح مشغولًا بتوزيع الكابلات وعقد الصفقات!
يا أبناء العراق، هذه ليست قضية بسيطة، بل جرس إنذار. إذا تحوّل الطب إلى تجارة والاتصالات إلى مافيا، فمن الذي سيدفع الثمن؟ الجواب: الشعب وحده.